حسب القوافي على إستهلال فحواها
بأنها بسم رب الكون مبداها
رب عظيم له في الخلق أروقةٌ
من الجمال فرب العرش سوّاها
" كم صنعة في الورى لله قد شقيت
منها العقول فما تدري خفاياها
حتى إذا انبلجت أنوار حكمته
صاحت مكبرة ما أحكم اللهَ "
سبحان من هيّج الأمواج في لجج
و بعد تهييجها الرحمن أرجاها
وهذه الشمس تجري في أعنتها
سبحان من في دجى الأكوان أسراها
لا الشمس تسبق بدْر الليل لحظتها
كلا و لا البدر في الأكوان يرقاها
و تنحني بخضوع عند مغربها
و تشرق الشمس تسبيحًا لمولاها
قم يا أخيّ فره هذي الجبالَ وقل
من ذا الذي بعظيم القدْر أرساها ؟!
من ذا الذي بثّ فيك الروح في رحم
من ذا الذي يا أخي النفس سواها ؟!
سبحانه الله مافي الأرض نفْسُ فتى
إلا و يعلم خافيها و تقواها
هذي السماء عن الأبصار قد بعدت
فيها نجوم يسرّ العين مرآها
و النهر يجري أخاديدًا له صدع
في الأرض ينصب أعلاها لأدناها
من علم النحل أن تهوي لزهرتها
من علم الطير أن تأوي لمأواها
من أنبت النبت في صم الصخور ومن
يهدي إلى الرعي من يرعى ليرعاها
من ذا الذي يرفع الأمواج إذ بزغت
هذي الأهلة مثل الصب تهواها
هو الذي صف ضرع الشات من فرث
للخلق منها حليبًا مالئًا فاها
هذي أخيّ بويتات رجوت بها
شفاعةً يوم تلقاني و ألقاها
يممت وجهيَ للرحمن أطلبه
غفران ذنب يزيد النفس شقواها
ما عز شيء على الرحمن صنعته
هو الإله و كلّ الخلق أنشاها
عزّت عليّ قواف أستمد بها
نطق الطبيعة حين الله أبداها
فكل شيء إذا أمعنته رمقًا
و جدته ناطقًا " ما أحكم الله "