كيف تحضر مؤتمراً وكيف تعد له وكيف تفيد منه؟ الحلقة الأولى
د. مازن مطبقاني
لقاء صحفي لصحيفة (رسالة الجامعة ) أجرته أسماء مطبقاني مع الدكتور مازن مطبقاني
تقديم: أعيد نشر المقابلة التي أجرتها ابنتي أسماء معي ونشرت مختصرة في صحيفة رسالة الجامعة بعد أن مرت بالرقيب، وهي هنا كاملة كما كتبت، فأرجو أن تكون قراءة ممتعة ومفيدة لمن لم يطلع على الصحيفة. وليس هذا من قبل إفلاس التاجر والعودة للدفاتر القديمة فالجديد موجود وكثير والحمد لله، فانتظروا......
تتوجه الجامعة نحو ريادة عالمية من خلال عمادة تطوير المهارات وما تقدمه من دورات مهمة وحساسة لأعضاء هيئة التدريس تعود في المقام الأول بالخير للوطن من خلال تفعيل دورهم الحقيقي في شتى المجالات وهناك عدة خطط تقدمها لأعضاء هيئة التدريس والمحاضرين والمعيدين والطلاب والقيادات الأكاديمية والإدارية ومنسوبي الجامعة من إداريين وفنيين للارتقاء بهم نحو التميز والتقدم
ومن هنا نلقي الضوء على عدد من الدورات التي تقدمها العمادة للأعضاء هيئة التدريس (دورات في المهارات التدريسية بناء المقررات التعلم النشط مهارات تقويم الطلاب وغيرها مهارات البحث العلمي مهارات الملصقات العلمية مهارات المشاريع البحثية وآليات دعمها تجهيز البيانات للعمليات الإحصائية باستخدام (SPSS) وغيرها المهارات الإدارية مهارات الإنجاز والإنتاجية التخطيط الاستراتيجي إدارة الجودة الشاملة و غيرها المهارات الشخصية مهارات التميز الوظيفي مهارات الاتصال الفعال مهارات التأثير الفعال وغيرها مهارات الحاسب الآلي والتقنية استخدام تقنية الرسم والتصميم في التدريس الجودة في التعليم الجامعي تطبيقات برامج (Microsoft Project) في إدارة المشاريع الاحترافية وغيرها )
وقد قام الدكتور مازن مطبقاني أستاذ الاستشراق بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك سعود بعمل مشروع تهيئة طلاب الدراسات العليا وأساتذة الجامعة للمشاركة بحضور المؤتمرات والندوات وحلقات البحث والنشاطات العلمية الأخرى
هي عبارة عن دورة تقدم لأعضاء هيئة التدريس
• أولا نود منك أن توضح لنا ما هية الفكرة التي تدور حولها هذه الدورة وما تقدمه لمن سيحضرها؟
بدأت فكرة الدورة من خلال حضوري بعض المؤتمرات العربية والدولية وملاحظة قدرتي على تقديم بحث في مؤتمر ثم ملاحظتي لأداء الباحثين العرب من طلاب دراسات عليا أو أساتذة في هذه المؤتمرات. فلا أخفيكم أن أول تجربة لي في إلقاء محاضرة عامة كانت في النادي الأدبي في المدينة المنورة حيث عدت من رحلة علمية إلى أمريكا وبريطانيا فوجدت أن هذه الرحلة تحتاج أن أقدمها في محاضرة فتقدمت إلى رئيس النادي الأستاذ محمد هاشم رشيد رحمه الله أطلب أن تتاح لي الفرصة لتقديم محاضرة في النادي، فوافق وعندها كتبت المحاضرة كاملة (حوالي عشرين صفحة) وأعطيتها للدكتور أحمد الخراط (أستاذ اللغة العربية في كلية الدعوة حينذاك) لتصحيحها، ثم طلبت من الدكتور محمد كامل الخطّاب رحمه الله أن يعلمني كيفية الإلقاء.. وتدربت قليلاً معه وكانت نصيحته لا تبدأ بالاعتذار عن ضعف المحاضرة أو تقصير كن قوياً من اللحظة الأولى. وبعد أن قدمني أحد أعضاء النادي جاء دوري لتقديم المحاضرة فقرأتها كلمة كلمة وكنت أمسك الملف خوفاً من أن يطير وكان حلقي جافاً من أول لحضة وكان عندي من الخوف والتوتر ما لا يمكن تصوره. وتمت المحاضرة والحمد لله وأجبت عن الأسئلة وكان من بين الحضور (مشرفي الأول في بحث الدكتوراه) والدكتور أكرم ضياء العمري والدكتور سعدي الهاشمي ومجموعة من أساتذة القسم (رئيس القسم كان حاضراً) (ليروا فشلي في رأيهم) ومع أن صوتي كان واضحاً وأدائي معقول لكني كنت عندما أشاهد شريط الفيديو أقول من قال لهذا (الغشيم) أن يلقي محاضرة.
ولكني أردت أن أتعلم فدار اتصال بيني وبين الدكتور عبد الواحد الحميد لأقدم محاضرة في النادي الأدبي في الشرقية، فأعددت المحاضرة وقدمتها بقراءة بعض أجزاء النص وارتجال البعض الآخر وكنت أقل توتراً من المرة الأولى.
ثم جاءت الفرصة الثالثة في النادي الأدبي بأبها بعد تعارف واتصال بيني وبين الدكتور إسماعيل البشري الذي توسط لي لدى النادي الأدبي لأقدم المحاضرة حيث إنه عضو في النادي(وهو الذي قدّمنى، وأخبرني بعد المحاضرة أن الحضور كان مشدوداً للمحاضرة ولم يلاحظ أن أحداً أبدى مللاً ) وقدمت المحاضرة ارتجالاً بعد أن أعددت عدداً من البطاقات، وقرأت اقتباسين من الأوراق التي معي.
وكانت أول فرصة لي لحضور مؤتمر دولي في الجزائر حيث أعلمني الدكتور أبو القاسم سعد الله عن مؤتمر عن الشيخ عبد الحميد بن باديس وأعطاني العنوان للجهة المنظمة لأراسلهم وبالفعل تمت المراسلة بيننا وقاموا بدعوتي ولم تصل التذكرة فقال لي والدي رحمه الله اشتر التذكرة على حسابك وإن لم يكن معك فتديّن المبلغ. وقبل أن أذهب إلى الجزائر قدمت بتقديم البحث في قسم الاستشراق محاولة مني أن أتدرب على تقديم الموضوع. وأحمد الله أنها كانت تجربة جيدة حيث دعوني في العام القادم وقدمت بحثاً آخر وطلبوا مني إلقاء كلمة الضيوف في الحفل الختامي للمؤتمر.
وتوالت تجاربي في حضور المؤتمرات العربية ثم وجدت فرصة للمشاركة في مؤتمر في بيروت في الجامعة اللبنانية الأمريكية حول الإعلام، وكان المتحدثون يلقون بحوثهم باللغة الإنجليزية فبدأت : جئت إلى بيروت قلب العروبة النابض كما يقال لأقدم بحثاً باللغة العربية فوجدت الجميع يتحدث بالإنجليزية وكانت أوراقي وبطاقاتي باللغة العربية، ولكني قمت بتقديم البحث باللغة الإنجليزية وأحرجني رئيس الجلسة حيث لم يعطيني الوقت الكامل ولكنها كانت تجربة طريفة. وفي العام التالي قدمت ورقتي كاملة في الوقت المخصص لي باللغة الإنجليزية. ومنها انطلقت إلى المؤتمرات الدولية في ألمانيا وهولندا وبريطانيا وأمريكا واليابان وماليزيا وغيرها من الدول.
هذه موجز تجربة طويلة في حضور المؤتمرات امتدت أكثر من عشرين سنة، وفي خلال هذه المدة وجدت كثيراً من الأساتذة العرب ومن طلاب الدراسات العليا الذين لا يحسنون كيف يقدمون ورقة في مؤتمر دولين فقد يكون الأستاذ كبيراً ومؤلفاً رائعاً لكنه لا يعرف كيف يقدم ورقة في مؤتمر، وشاء الله أن أطلع على أوراق من الدكتور طلال ملّوش الذي درس في جامعة أدنبرة وكانت الأوراق معدة من قبل أحد الأساتذة وموجهة لطلاب الدراسات العليا وهي عبارة عن مجموعة من النصائح والخطوات والتعليمات لتقديم بحث في مؤتمر وما الشروط التي يبنغي أن يلتزمها الطالب.
وكنت في أثناء تجربتي في حضور المؤتمرات أو البحث عن المؤتمرات أو تقديم فكرة موضوع لأي مؤتمر أكتسب الخبرة في كل ذلك. فاحببت أن أقدم هذه التجربة في دورة تدريبية لطلاب الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه) والأساتذة الراغبين في تعلم كيف يحضرون المؤتمرات وما المطلوب لحضورها الناجح