التعديل الذي وضعه كيرسي كان بسيطاً ولكنه خلق فرق كبيراً على هذه النظرية، أهم ما عمله هو أنه أعاد ترتيب الأسئلة، ونتج عن هذا التعديل إمكانية تقسيم الناس إلى:
قسمين كبيرين. أو
أربعة أقسام رئيسية. أو
ثمانية أقسام أصغر. أو
الأقسام الستة عشر التي تعرفنا عليها سابقاً.
طبعاً وكما سنرى أن في بعض الأحيان لا نحتاج للتعمق كثيراً في دقائق الأفراد لنتعرف إليهم. خصوصاً في مجال العمل أو الزمالة. فأحيان يكفيك أن تعرف عن الشخص ما يعينك على إسناد الأمر للشخص المناسب، ولا يهمك معرفة تفاصيل تفكيره وطريقة عمل عقله. مالم يتعارض ذلك مع المهمة الموكلة إليه.
الآن لنتحدث عن هذه الأقسام التي صنعها كيرسي.
القسمين الكبار:
يبدأ كيرسي بتقسيم الناس إلى قسمين، وذلك من خلال إعادة صياغته للسؤال المتعلق بمصدر التلقي للشخص، أو هل الشخص يستخدم حواسه الخمس أو خياله للتعلم. إلى صياغه مشابهة للسؤال التالي:
هل الشخص يؤمن بالمشاهدة والتجربة أو بالإعتقاد والتقييم الذاتي للشيء؟
الناس إما حسيين، ويعني ذلك أنهم يعيشون الواقع بيننا. قد لا يصدق إلا ما يراه أو يسمعه أو يشعر به ولذلك يطلق عليهم أرضيين، تعبيراً عن كونهم يهتمون أكثر بالأشياء المادية والملموسة والحسية. والنجاح عندهم والمكافأة يجب تكون كذلك. يرغبون بالحصول على المأوى والمأكل والمشرب. وهذا هو مصدر الراحة والسعادة لهم.
القسم الآخر من الناس هم التخيليين. العقل والخيال يغلب عليهم، ولذلك لا يلقون بالاً للأشياء الملموسة والمحسوسة. ويمكن القول أنهم يعيشون بين السحاب في السماء، ليسوا هنا على الأرض. لذلك فهم لا يرون الأرض إلا من الأعلى ويرون الصورة الكبيرة. فتفكيرهم دائماً حول المجتمع والقضايا التي تهمه. مصدر راحتهم وسعادتهم أيضاً حسي، فغالباً لا يهتمون بالأشياء المادية المحسوسة.
الشكل (1): تقسيم الناس إلى قسمين رئيسيين. (إضغط على الصورة لتكبيرها)
الأقسام الأربعة الرئيسية:
هنا يبدأ كيرسي في الإختلاف مع تصنيف MBTI، بعد أن قسم الناس إلى حسيين وتخيلين. يحاول كيرسي فهم الدوائر والأقسام الأصغر من الناس. فالناس بنظره إما مضحيين، لايطلبون شيئاً مقابل أعمالهم، أو ماديين، يعملون لأجل تحصيل شيء:
المضحيين يولون إهتمام بمشاعر الناس وأحاسيسهم ويريدون عمل الشيء الصحيح.
أما الماديين فيبحثون عن رضا الذات، ويعملون حسب الطريقة التي ستنجز العمل حتى وإن كان ذلك على حساب غيرهم.
تقسيم التخييلين:
وللتعرف على الدافع، ينظر كيرسي إلى كل قسم من القسمين الكبار على حده. فالتخيلين لا يلتفتون إلى الأشياء المحسوسة، فالدافع يجب أن يكون داخلياً، ولذلك فهو إما من عاطفتهم أو من عقلهم. ولذلك هو يطرح السؤال التالي على التخيليين:
ماهو مصدر القرارات لديك؟ هل هو عقلك أم قلبك؟
وبالإجابة على السؤال السابق، نكون قد قسمنا التخيلين إلى قسمين:
(مضحيين) مجموعة التخيليين العاطفيين، يعرفون بالمثاليين أو Idealist، ويتميزون بالذكاء الدبلوماسي.
(ماديين) مجموعة التخيليين العقلانيين، ويعرفون بالعقلانيين أو Rational، ويتميزون بالذكاء الإستراتيجي.
تقسييم الحسيين:
أما الحسيين فكما ذكرنا سابقاً أنهم لايولون إهتماماً بالأشياء الغير محسوسة، فلذلك الدافع لديهم حسب إعتقاد كيرسي هو بطريقة أدائهم لأعمالهم، فيسأل السؤال التالي:
طريقة عمل الشخص هل هو صارم أو متساهل ومماطل؟
وبالإجابة على السؤال السابق نكون قد قسمنا مجموعة الحسيين إلى قسمين:
(مضحيين) مجموعة الحسيين الصارمين، ويعرفون بالأوصياء أو Guardian، ويتميزون بالذكاء التسويقي.
(ماديين) مجموعة الحسيين المتساهلين، ويعرفون بالحرفيين أو Artisan، ويتميزون بالذكاء التخطيطي.
الشكل (2): تقسيم الناس إلى أربعة أقسام رئيسية. (اضغط على الصورة لتكبيرها)
الأقسام الثمانية الأصغر:
بعد ذلك يحاول كيرسي التعرف بشكل أقرب على الطريقة التي يعمل بها كل قسم من الأقسام الأربعة الرئيسية. وهل الشخص يتولى منصب التعليم و الإدارة، أو التوجيه والإرشاد.
يكون ذلك بسؤال التخيليين حول:
طريقة عمل الشخص هل هو صارم أو متساهل؟
والحسيين حول:
مصدر القرارات هل هو عقلي أم عاطفي؟
وبالإجابة على الأسئلة تتكون لدينا 8 أقسام أصغر:
الشكل (3): الأقسام الثمانية. (إضغط على الصورة لتكبيرها)
الأقسام الستة عشر:
نهاية يبحث كريسي عن تعامل الأشخاص مع المحيط والمجتمع من حولهم، فيكون الناس إما صريحين أو متحفظين. أو هل الشخص يتصرف قبل يفكر (اجتماعي في تصنيف MBTI) أو يفكر قبل أن يتصرف (انطوائي في تصنيف MBTI).
الشكل (4): التصنيفات الستة عشر. (إضغط على الصورة لتكبيرها)
__________________
اللهم إني أشكوإليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس ،أنت ربي إلى من تكلني؟إلى بعيد يتجهمني ام إلى عدو ملكته أمري ؟إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي، ولكن عافيتك أوسع لي من ذنوبي اسألك بنور وجهك الذي اشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخره من أن يحل بي سخطك أو ينزل علي عذابك.