الخلع
[b]بداية نقول الحياة الزوجية لا تقوم الا على [b]السكن والمودة والرحمة وحسن المعاشرة وأداء كلا من الزوجين ما عليه من حقوقوواجبات.. ولكن قد يحدث أن يكره الرجل زوجته أو تكره هى زوجها ؟؟ فى هذه الحالةالإسلام يوصى بالصبر والإحتمال قال تعالى ( وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أنتكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ) النساء 19 وفى الحديث الصحيح ( لايفركمؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضى منها خلقا آخر )
ولكن مع الأسف البغض قديتضاعف ويشتد الشقاق ويصعب العلاج وينفذ الصبر ويضيع ما أسس عليه البيت من السكنوالمودة والرحمة وأداء الحقوق وتصبح الحياة الزوجية غير قابلة للإصلاح .. حينئذيرخص الإسلام بالعلاج الوحيد الذى لابد منه
فإن كانت الكراهية من جهة الرجل : فبيده الطلاق وهوحق من حقوقه وله أن يستعمله فى حدود ما شرع الله ... وإن كانتالكراهية من جهة المرأة : فقد أباح لها الإسلام أن تتخلص من الزوجية بطريق الخلع؟؟؟ بأن تعطى الزوج ما كانت أخذت منه باسم الزوجية ليُنهى علاقته بها قال اللهتعالى ( ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله، فإن خفتم أن لا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به ) البقرة 229
وفى أخذ الزوج الفدية عدل وانصاف : إذ هو الذى أعطاها المهر وبذل تكاليف الزواجوالزفاف وأنفق عليها وهى التى قابلت ذلك كله بالجحود والإ نكار وطلبت الفراق ؟؟؟والإ نصاف أن ترد عليه ما أخذت ؟؟ وإن كانت الكراهية منهما معا فإن طلب الزوجالتفريق فبيده الطلاق وعليه تبعاته .. وإن طلبت الزوجة الفرقة فبيدها الخلع وعليهاتبعاته كذلك !!! والخلع ليس قانون وإنما هو تشريع ثابت بالكتاب والسنةوالإجماع
فديننا وسط بين إفراط اليهود وتفريط النصارى .وهو وسط في العبادات ،ووسط في المعاملات .أعطي كل ذي حق حقّـه ، من غير إجحاف ولا تطفيف .
ومن هنا فإنقضايا المعاملات لم تُترك لأهواء البشر ولا لتصرّفاتهم إذ يَحْكُم ذلك النزعاتالفردية ، والأهواء الشخصية ، والمصالح المشتركة لكل طائفة على حساب الأخرى .فقدجاء الإسلام بقضايا المعاملات بين الناس أنفسهم ، كما جاء بقضايا المعاملات بينالناس وبين خالقهم .
والعلاقات الزوجية جزء من المعاملات بل من أهم المعاملاتلطولها وملازمتها في الغالب ، لذا فقد جعل الإسلام فيها ومنها المخرج لكلا الطرفيننظرا لأنه قد يشوبها ما يشوبها من كدر وضيق .
وعلى كل تخليص الزوجة من زوجهاعلى وجه لا رجعة فيه إلا برضاها ، وبعقد جديد .
الأصل فيه:
قوله تعالى : ( وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلاَّ أَنيَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَاللّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ )
ومِن السُّـنّة قصةامرأة ثابت بن قيس رضي الله عنه وعنها ... وسأعود اليها بالتففصيل بعد قليل
والقصة أخرجها البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن امرأة ثابت بن قيس أتتالنبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خلقولا دين ، ولكني أكره الكفر في الإسلام .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتردين عليه حديقته ؟قالت : نعم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقبلالحديقة ، وطلِّقها تطليقة .
وفي رواية له أنه عليه الصلاة والسلام قال : فَتَرُدِّينَ عَليْهِ حَديقَتَهُ ؟ فقالَتْ : نَعَمْ . فَرُدَّتْ عَليْهِ ،وأمَرَهُ ففارَقَها .